1390387
1390387
العرب والعالم

الإفراج عن دفعة جديدة لعشرات السوريين من مخيم الهول للنازحين

08 ديسمبر 2019
08 ديسمبر 2019

اجتماع مرتقب بين الروس وقيادات من «الإدارة الذاتية» في «عامودا»

دمشق- عمان - بسام جميدة- وكالات:-

كشفت الإدارة الكردية لمخيم الهول بمحافظة الحسكة السورية، أمس أنه تم الإفراج عن دفعة جديدة من 200 من عناصر وأطفال ونساء مسلحي «داعش».

وقال مسؤول مخيمات شمال شرق سوريا، شيخموس أحمد، لشبكة «رووداو» الإعلامية: إن «أكثر من 200 محتجز

تم إخراجهم من المخيم أمس». وأوضح أن من بين المفرج عنهم «15 عنصرًا من تنظيم داعش ممن لم تثبت عليهم أية جرائم».

وتابع شيخموس أحمد أن «البقية نساء وأطفال من محافظات حمص والرقة ودير الزور السورية».

ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فإن مخيم الهول يضم 73 ألف شخص، موزعين في 13 ألف خيمة، من بينهم 49 ألف طفل.

ويعد مخيم الهول أكبر مخيم لنساء وأطفال وعناصر داعش في سوريا والعراق.

وغادرت أمس 48 عائلةً أي نحو 200 شخص المخيم إلى قرى هجين والشعفة والباغوز في محافظة دير الزور في شرق سوريا، وفق ما أكد لوكالة فرانس برس مسؤول شؤون النازحين في الإدارة الذاتية الكردية شخموس أحمد.

وقال أحمد: إن «أكثرية من أخرجوا هم من الأطفال والنساء بالإضافة إلى بعض الرجال»، مؤكدًا أن غالبيتهم «ليس لهم علاقة» بتنظيم «داعش».

وأكد في الوقت نفسه أن البعض منهم تأثر «بفكر التنظيم»، لكن «اندماجهم مع المجتمع سيساعد بالتأكيد على إزالة فكر التطرف من عقولهم». وقال: إن بعض الرجال تأثروا بالتنظيم «نتيجة ضغوطات ومسائل مادية»، غير أنهم «تخلّوا عنه وهم نادمون» اليوم.

وأوضح أحمد أن نحو 300 سوري غادروا المخيم الأسبوع الماضي إلى دير الزور، مؤكدًا أن عمليات الإخراج استؤنفت بعد «تأخير» سببه العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا في 9 أكتوبر الماضي ضد القوات الكردية في شمال شرق سوريا.

ويؤكد الأكراد أن الهدف النهائي هو إخراج كل السوريين من المخيم، وعددهم نحو 28 ألف شخص بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وتضم مخيمات النازحين التي يديرها الأكراد أيضًا 12 ألف امرأة وطفل أجنبي من عوائل الجهاديين. وتدعو السلطات الكردية الدول الغربية إلى إعادة مواطنيها، لكن العملية تتم بشكل بطيء. إلى ذلك، نشر المرصد السوري المعارض، توجه دورية عسكرية روسية برفقة آليات تابعة لقوى الأمن الداخلي «الأسايش» من مطار القامشلي نحو منطقة عامودا عند الشريط الحدودي مع تركيا، وأفادت مصادر المرصد أن الروس سيجتمعون مع قيادات من «الإدارة الذاتية» في عامودا، وسبق أن وصلت تعزيزات لوجستية ضخمة استقدمتها القوات الروسية إلى مطار القامشلي حيث اتجهت القافلة الروسية عبر اتستراد الـ 4 ومنه إلى بلدة تل تمر وصولا إلى مطار القامشلي، وذلك في إطار التعزيزات الضخمة التي يعمد إليها الروس في منطقة شمال سوريا. وفي السياق، كشف عضو مجلس الشعب السوري الأمين العام لحزب الشعب السوري وعضو مجلس الشعب الشيخ نواف طراد الملحم في تصريح لصحيفة الوطن المحلية، أن وفدًا من دمشق قدم لأحزاب في شمال شرق سوريا مشروع «الإدارة المحلية» الموجود في الدستور السوري لعام 2012، لتدار وفقه تلك المناطق.

وأكد الملحم أن اجتماع أمس الأول في القامشلي مع شخصيات وقوى كردية وعربية وسريانية في شمال شرق سوريا، جاء بعد سلسلة لقاءات سابقة «تنسيقية».

وأوضح الملحم أن ممثلي شمال الشرق أكدوا خلال تلك اللقاءات «أننا نحن سوريون لنا حقوق كأي فرد سوري وللوطن واجبات علينا كما على الآخرين ونحن لسنا انفصاليين، ونحمي حدود سوريا وطهرنا شمال شرق سوريا من الإرهاب».

وردا على سؤال إن كان وفده لمس تجاوبًا من الطرف الآخر حول مشروع الإدارة المحلية، قال الملحم: «نحن لم نجلس للتباحث بالنقاط بين الإدارة المحلية والإدارة الذاتية، ولكن هذا طرحنا وهذا برنامجنا، واتفقنا أن نبحث النقاط الإيجابية إن كان في الإدارة المحلية وإن كان في الإدارة الذاتية، ويكون بيننا ورقة نتفق معهم عليها وتقدم للحكومة السورية».

ووصف الملحم مضمون مشروع الإدارة المحلية الذي قدمه وفده بأنه «نفس المشروع الموجود في الدستور السوري لعام 2012»، واعتبر أن «قبولهم أن يبحثوا معنا أدقّ التفاصيل، وتحفظاتهم وما هم يريدونه، تشير إلى رغبتهم في التباحث، وأنه ليس لديهم أي مانع أو تحفظ باللقاء مع الحكومة السورية، والبحث في مستقبل الجزيرة ضمن أراضي الجمهورية العربية السورية».

من جهة أخرى، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده لن تسحب قواتها من سوريا إلا بعد أن يطلب ذلك الشعب السوري «شاكرا».

وقال أردوغان، خلال اجتماع للمجلس الاستشاري لـ«حزب العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، بمدينة إسطنبول: «لن نخرج من سوريا إلا إذا قال لنا الشعب السوري شاكرا عليكم الخروج الآن».

وشدد أردوغان على أن القوات التركية موجودة في سوريا بـ«دعوة الشعب السوري وبموجب اتفاق أضنة» المبرم بين البلدين عام 1998.

وأشار الرئيس التركي إلى أن قوات بلاده ستخرج من سوريا بعد انسحاب الدول الأخرى، وأوضح في هذا السياق: «جميع الزعماء الذين تحدثنا إليهم يسألوننا متى ستخرجون من سوريا ونحن نقول لهم أنتم ماذا تفعلون هناك؟».

من جانبه اعتبر رئیس الوزراء الإيطالي جوزیبي كونتي، أن «الأزمة السوریة ما زالت بعیدة عن حل»، على الرغم من أن عمل اللجنة الدستوریة «یمثل خطوة أولى في عملیة سیاسیة صعبة».

وأضاف كونتي في كلمة له بختام منتدى الحوارات المتوسطیة السنوي الخامس الذي نظمته الخارجية الإيطالية، أن منطقة «المتوسط الموسع أصبحت تمثل الیوم تناقضا جیوسیاسیا»، مشيرًا إلى أن «الإقلیم يعيش في توتر مستمر بین التطور والانتكاس وبین التفكك والاتصال المتبادل» على ضوء «عبرة تاریخیة راسخة وآفاق مستقبلیة.